عاد المخرج المصري خالد يوسف في فيلمه الأخير، دكان شحاتة"، ليؤكد على انحيازه للفقراء والمهمشين في المجتمع عبر تقديم صورة مأساوية ،
للأوضاع الإجتماعية التي تعصف في كبرى الدول العربية حاليا، وسط الأزمة المعيشية الطاحنة.
وتدور أحداث الفيلم حول شخصية حجاج، الرجل الصعيدي الذي يكدح بعرق جبينه في العناية بفيلا أحد أثرياء ما قبل ثورة 23 يوليو/ تموز عام 1952، مما دفع صاحبها إلى إقتطاع قطعة أرض منها، ليزرع فيها حجاج وأولاده الخضروات والفاكهة ويبيعوها في دكان صغير، سمي "بدكان شحاتة"، تيمنا بأصغر أولاده (حجاج)، والذي تدور قصة الفيلم حوله.
في الوقت ذاته، يقوم خالد يوسف بتقديم عرض متواز لمعضلة "شحاتة"، الذي لعب دوره الفنان الواعد عمرو سعد، مع إخوانه الذين يحاولون إستغلاله وحرمانه من إرثه في الدكان، الذي قام بشرائها أحد السفراء الأجانب، في مواجهة أزمة البطالة والصراع اليومي على الأكل والشرب بين مختلف طبقات المجتمع، كما صورها المخرج.
ومن ناحية الأداء السينمائي، نرى قدرة خالد يوسف من تفجير قدرة هيفاء وهبي على الأداء التمثيلي المميز لديها، وهو نفس الأمر الذي نراه عند الفنان الشاب عمرو سعد، الذي قام بأداء دور "شحاتة" ببراعة منقطعة النظير.
وفي الجانب التقني، فالفيلم تم تصويره بحرفية عالية، وسط إيقاع يجعل المشاهدين يلهثون وراء مجريات الفيلم، دون إملال أو حشو في المشاهد، وهو ما برز على يدي المونتيرة غادة عز الدين، التي تمكنت من نقل المشاهد من مشهد إلى آخر بخفة واضحة.
ويلفت الإنتباه السيناريو المتميز الذي كتبه ناصر عبد الرحمن، الذي تمكن من ربط أحداث متعلقة بشخصيات الفيلم مع الصورة المجتمعية الأكبر بحبكة ذكية، مبرزا أن الأحداث الكبرى في المجتمع تؤثر سلبا وإيجابا على جميع طبقاته.
وأخيرا، فإن فيلم "دكان شحاتة" يعد صرخة غاضبة جديدة لخالد يوسف ضد مجتمع يعتبره في حالة "إنهيار."