لا يخفى على أحد أن الجميلة هيفاء وهبي إستغرقت وقتاً طويلاً لتقنع النقاد، والإعلام، والجمهور بنفسها كمغنية. وفي البدايات حار النقاد في تصنيفها ،
فمنهم من كان يستكثر عليها لقب مغنية ويصر على وصفها بالإستعراضية، ومنهم من كان يستكثر عليها لقب إستعراضية لأن ما تقدمه لا يقع تحت خانة الإستعراض بمفهومه الصحيح، وبينما كان النقاد في أخذ ورد، وجذب وشد، ودفاع وهجوم، كان الجمهور مكتفياً بأنه يستمتع بمتابعة فنانة جميلة، لها شخصية جذابة، وكاريزما وحضور رائعين على المسرح.
هيفاء إستغرقت سنوات لتقنع الناس بأحقيتها في الإستمرار كمغنية على الساحة، لكن "بيسة" لم تستغرق سوى مدة فيلم دكان شحاتة لتقنعنا بموهبتها كممثلة بارعة، وبذلك تكون "بيسة" قد تفوقت على "هيفاء".
والسؤال الذي يطرح نفسه الآن لو لم تكن هيفاء وهبي هل كانت لتكون بيسة؟
ربما لا ... وربما نعم ... وربما الإجابة على هذا السؤال لم تعد مهمة، وإنما المهم أن تعرف هيفاء وهبي أن نقطة قوتها فنياً تكمن في التمثيل، وعليها التركيز فيه والتعامل مع هذا الموضوع بشكل جدي...
فهي إن كانت ربع أو نصف مقنعة بالنسبة للبعض كمغنية، بسبب إمكاناتها الصوتية المحدودة، إلا أنها مقنعة بنسبة 80% كممثلة في أول تجربة لها، ويمكنها إن ركزت في صقل وتطوير هذه الموهبة أن تصبح ممثلة ذات شأن كبير ... لو شاءت.
أن تقدم هيفاء وهبي دوراً بهذا العمق وبهذا الإختلاف عن صورتها كمغنية، مسألة تنم عن ذكاء فني حاد، وتؤكد بإنها إمرأة تعرف كيف تبني نجوميتها، وتحافظ على خط فني متصاعد، كلما شعرت بان لحظات الهبوط باتت قريبة.
وجاء هذا الدور ضربة للكثيرات من زميلاتها، ممن طرقن مجال التمثيل قادمات من عالم الغناء، فإستسهلن وسمحن للمخرجين والمنتجين بتقديمهن في إطار هامشي أو عادي.
هيفاء وهبي من خلال بيسة، ومن جديد، تلقن الوسط الفني درساً في النجاح، والإجتهاد، والمثابرة، والتفوق.